الهندسة القيمية
Engineering Value
مقدمة:
كثيراً ما تواجه مشاريع البناء و التشييد مشاكـل و عوائق غير
متوقعةأو مدروسة من قبل ،تزيد من التكلفة العامة أو الكلية و قد تعيق تقدم المشروع
إذاكان هنالك عجز في الميزانية ،مثل استخدام كلف عالية لمواد يمكن الحصول عليها
بكلفةأقل ونوعية أفضل أو استخدام بدائل متوفرة تقوم بنفس عمل المواد
المطلوبةوبكلفة إجمالية قريبة أو أقل من الكلفة الأصلية أو حتى استخدام مواد
إضافية تزيد منكلفة المشروع و هي لا تشكل حاجة ملحة لعمل المشروع ,لذلك كانلا بد
من إتباع أسلوبومنهج معين يقوم بإعادة النظر في المشاريع والعمل على تحسين
طريقةالعمل واختيار أدواته بالشكل الأمثل و الأقل تكلفة مع المحافظة على المواصفات
الفنية للمشروع والهدف النهائي منه.
إنالهندسةالقيميةأو إدارةالقيمةأسلوب منهجي فعال لحل المشكلات ،وقد ثبتت
جدواها في معظم بلاد العالم المتقدمة ،حيث أنها تركز في البداية على الفعالية عن
طريق تحليل الوظيفة أو الوظائف المطلوب تحقيقها وتحديد الأهداف والاحتياجات
والمتطلبات والرغبات ومن ثم تبحث في الكفاءة عبر تحديد معايير الجودة التي تجعل
المنتج أكثر قبولاً ، وأخيراً تسعى للحصول على ذلك بأوفر التكاليف الممكنة. أي
التكاليف الكلية (Life Cycle Cost,LCC) وليس فقط التكاليف الأولية.
تطور فكر الهندسة القيمية :
للهندسة القيمية عدة مسميات مثل تحليل القيمة (Value Analysis) و التحكم بالقيمة (Value Control) وإدارة القيمة (Value Management) وغيرها، وهذه المسميات تخضع لحالات المشروع
الذي يتم تطبيق الدراسة عليه، ولذا لا ينحصر تطبيق الهندسة القيمية على مجال الإنشاءات فقط بل تشمل كافة المجالات
الأخرى: كالإدارية والصناعية والاقتصاد والاستثمار وغيرها.
ظهر مفهوم الهندسة القيمية بتأسيس التحليل القيمي (Value Analysis) أثناء الحرب العالمية الثانية بواسطة شركة جنرال الكتريك (General Electric) في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة شح الموارد الإستراتيجية،
مما حفز الشركة للبحث عن بدائل ساهمت في تقليل التكلفة وتطوير المنتج، وفى عام
1947م قام لورانس مايلز (Miles) الذي يعمل في الشركة على تطوير الأسس التي
تقوم على تحليل الوظيفة أو الأداء وليس على المواد، وأطلق عليه أسلوب التحليل
القيمي (VA)
الذي عُرف فيما بعد بالهندسة القيمية (EngineeringValue)، وقد تم تأسيس الجمعية الأمريكية لمهندسيالقيمة في العام 1958م (SAVE)
ونتيجة لانتشار تطبيقات هذه التقنية في دول أخرى عديدة ولنشأة منظمات أخرى مماثلة،
تم تغيير الاسم في عام 1995م لتصبح الجمعية الدولية لمهندسي القيمة (SAVEInternational) ،وقد أدخلت هذه التقنية في مجال الإنشاءات عام 1963م،وفي بداية
العقد السابع من القرن العشرين انتشر تطبيق الهندسة القيمية في دول العالم حيث
انتقل إلى اليابان وأوروبا والهند وغيرها.
الهندسة القيمية أو هندسة
القيمة(EngineeringValue)هي عمل جماعي منظم ذو منهجية علمية، يقوم به فريق متخصص، يهدف إلى
تحليل وظائف العنصر ومكوناته وتكاليفه، ومن ثم ابتكار بدائل تؤدي تلك الوظائف
وتحقق الأهداف بأقل تكاليف ممكنة دون الإخلال بالجودة والوظائف الأساسية .فهي
تقنية حديثة وعلم منهجي يساعد على تقليل التكلفة وتحسين الجودة في آن واحد.
ويتميز هذا الأسلوب عن
غيره بأنه وسيلة فاعلة تعتمد على الحلول الإبداعية في حل المشكلات بحيث تخفض
التكلفة وترفع الجودة و الأداء.
لماذا الهندسة القيمية ؟
لو نظرنا إلي العناصر المؤثرة على تكاليف المشروع لوجدنا أنتصميم المشروع
هو أكثر عنصر يؤثر على تكاليف و جودة المشروع بنسبة تصل إلي 50% أو أكثر من بينتأثير
العناصر الأخرى في الوقت الذي لا تزيدتكلفته عن 3% من القيميةالإجمالية للمشروع.
لذلك أتتالهندسة القيمية كعامل حاسم لضبط التكاليف دون الإخلال بالجودة.
لذلك أتتالهندسة القيمية كعامل حاسم لضبط التكاليف دون الإخلال بالجودة.
متى تطبق الهندسة القيمية :
يفضل تطبيق الهندسة القيمية على المشروعات في مراحل التصميم الأولية,
و قبل اعتماد التصميم النهائي للمشروع ,وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر من التوفير ,حيث
يمكن فيتلك المرحلة طرح المقترحات والبدائل بمرونة أكثر من أية مرحلة أخرى وتطبيق
نتائجدراسة القيميةدون عوائق تذكر،ولكن هذا لا يعنى حصر التطبيق على المراحل
الأوليةلتصميم المشروع, و ويمكن إجراء الدراسة القيميةفيأي مرحلة من مراحلالمشروع
مروراً بالمراحل النهائية للتصميم ومراحل التنفيذ و الاستثمار، مع الأخذ فيالاعتبار
أن مفهوم الهندسة القيمية في مجال الصيانة لايقدم بدائل التغيير لقطع الغيار بقدر
مايركز على البدائل الإبتكارية والإبداعية للوظائف الرئيسية ،كماأنها ذات مفهوم
واسع ولا تعني فقط تلك الآلات أو المخططات،فالهندسة القيميةهي هندسة وظيفية ،أي أنها
إعادة دراسة أداء و وظيفةالمنشأ بشكل أفضل وبأقل تكلفةولايشترط أن تكون الدراسة
ذات هدف واحد وهو تخفيض التكلفة (كما قد يتبادر إلى أذهان الآخرين وهو أنها تعمل
فقط من اجل تخفيض التكاليف أو للعمل في حدود الميزانية) و إنما هدفها هو التقليل
من الإسراف و التـبذيربشكل مبسط و حتى من الممكن رفع جودة البناء و زيادة عمر
المنشأ.
مفهوم عمل الهندسة القيمية :
لدراسة أي مشروع هندسي أو إداري أو منتج بغرض تحسين الأداء ورفع
مستوى الجودة، لا بد من إتباع ما يسمى بـ ( خطة عمل دراسة القيمية JobPlan ) وهى عادة ما تتكون من خمس خطوات أو مراحل منطقية تسلسلية كالتالي
:
1.
مرحلة
جمع المعلومات.
2.
مرحلة
التحليل الوظيفى.
3.
مرحلة
الإبداع وطرح الأفكار.
4.
مرحلة
تقييم الأفكار وتطويرها.
5.
مرحلة
العرض والمتابعة.
وأهم ما يميز هذه التقنية عن غيرها من أسلوب حل المشكلات هي الخطوة الثانية
أي ما يسمى بالتحليل الوظيفى والذي يُعد " لب القيمية ".
ولتطبيق هذه المنهجية أو خطة العمل فلا بد لأخصائيالقيمية المعتمد (cvc) من المنظمة العالمية ( Save-Inte) أن يشكل الفريق الخاص بتلك المهمة،فإن كان
مشروعاً هندسياً، يفضل أن يختار مجموعة من المهندسين المختصين في مجال الهندسة (
مهندس معماريوإنشائيوكهربائي وهكذا)، أما إذا كانت الدراسة تهتم بمجال الإنتاج
والتصنيع، فيتم اختيار الفريق ( عادة من 5-7 أفراد) من لهم علاقة جيدة بطبيعة
المنتج .
منهج الهندسة القيمية:
الهندسة القيميةأو إدارة القيمة هـو أسلوب منهجي فعال لحل المشكلات
(Problem
Solving Methodology) ثبت جدواها في معظم بلاد العالم حيث أنها تركز في البداية على
الفعالية (Effectiveness) عن طريق تحليل الوظيفة (Function) أو الوظائف المطلوب تحقيقها وتحديد الأهداف
والاحتياجات والمتطلبات والرغبات (Goals, Objectives, Needs,
Requirements and Desires) ومن ثم تبحث في الكفاءة (Efficiency) عبر تحديد معايير الجودة (Quality) التي تجعل من المنتج أكثر قبولا، و أخيرا تسعى للحصول على ذلك بأوفر التكاليف
الكلية (Life Cycle Cost, LCC) وليس التكاليف الأولية فقط.
التطبيقات الإدارية للقيمة:
يجب أن نفهم تماماً بأن مصطلح " الهندسة القيمية Value Engineering" قد شاع استخدامه ولا يعني بالضرورة أن يكون تخصصاً هندسياً
يعالج فيها فقط المشروعات الهندسية من أبنية وتشييد مطارات، بل هو أسلوب إداري لحل
المشكلات، مثله مثل باقي التقنيات أو المفاهيم الإدارية التي تهتم بالإدارة
والقيادة، وفيما يلي بعض التطبيقات التي يمكن لهذه التقنية أن تلعب دوراً مهماً
فيها :
·
المشاكل
الإدارية التي لها علاقة بتخفيض عدد الموظفين.
·
المشاكل
الإدارية التي تهتم بترشيد الإنفاق في الإدارات الحكومية.
·
حل
المعوقات والصعوبات التي تعترض سير العمليات الإدارية .
·
تحسين
مستوى الأداء وزيادة الربحية في القطاع الخاص.
·
زيادة
ورفع إنتاجية الموظفين في الإدارات الحكومية والخاصة.
·
تحديد
احتياجات التدريب وتقييم البرامج التدريبية.
·
هيكلة
المنظمات.
وغيرها من التطبيقات الإدارية الأخرى، وتلعب
" القيمية " دورها هنا في تحقيق التوازن الوظيفي " Function Balance" بين الجودة
والأداء والتكلفة، حيث تدور حولها معظم المشكلات الإدارية، ومن المفيد ذكره أن
تفوق أسلوب " القيمية " عن غيره يرجع إلى كونه متعلقاً بإنجاز المهمة في
وقت قياسي (من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع)، ويمكننا تلمس النتائج، بعكس الأساليب
الأخرى كإدارة الجودة الشاملة (TQM) أو إعادة هيكلة
العمليات (BPR) والتي تستغرق شهوراً
عديدة وربما سنين لبناء ثقافة المنشأة أولاً، ومن ثم التعامل مع التقنيات الحديثة
وتدريب الموظفين وهكذا وغالباً ما يلجأ صناع ومتخذي القرار إلى مراجعة البدائل
ودراستها قبل الوصول إلى القرار النهائي والحاسم فيأي مشروع بعد مفاضلة الحلول
والمقترحات البديلة والتي يصاحبها جميع المؤشرات من جودة وأداء وتكلفة ومعلومات
تفصيلية عن العمر الافتراضي ،ودورة حياة المشروع والعائد الاقتصادي وهكذا،ومن هنا
كانت الميزة التنافسية لهذا الأسلوب وهناك أمثلة كثيرة في هذا السياق.
أسباب زيادة التكاليف الغير ضرورية ورداءة الجودة:
أسباب زيادة التكاليف الغير ضرورية ورداءة الجودة:
غالياً ما يرتكب الكثير من الأخطاء معظم المشروعات الإنشائية في جميع
مراحلها وخصوصاً فيالمراحل الأولى ،ومن النادر الحصول على عمل إنشائي متكامل يرضي
المالكوالمستثمر،وينتج عادة من هذه الأخطاء
تكاليف زائدة وغير ضرورية ,بالإضافة إلى الكثير من العوامل التي تساعد على رداءة
القيمة والتيتعتبر عقبة في طريق الحصول على القيمة الجيدة وأفضل طريقةللتغلب هذه
العقبات هي استخدام أسلوب العمل الجماعي المتبع في الهندسة القيميةبواسطة فريق عمل
متعدد التخصصاتمكون من جميع الأطراف ذاتالعلاقة.
والجدير بالذكر انه يوجد الكثير من العوامل
التي تساهم في زيادةالتكاليف الغير ضرورية وتؤدي إلى رداءةالجودة والقيمة معاً،
ومنها:
·
غياب المواصفات المحلية.
·
قلة
المعلومات (الأهداف ، المتطلبات ، التكاليف).
·
المبالغة
في أسس التصميم والمعايير.
·
المبالغة
في معامل الأمان ( (
Safety Factors.
·
عدم
الاستفادة من التقنيات الحديثة.
·
ضعف
العلاقات والتنسيق بين الجهات المعنية باتخاذ القرار.
·
عدم
تقدير وتحديد التكلفة في البداية.
·
الاعتماد
على الفرضيات دون الحقائق.
·
التركيز
على التكلفة الأولية وليس التكلفة الكلية.
·
ضيق
الوقت المتاح للدارسات والتصميم.
فعالية
التكلفة:
إن الهندسة القيميةغالباً ما تعمل على تخفيض القيمية
وذلك من خلال التخلص من الأعمال الغير
ضرورية أو بالتخلص من التبذير أثناء الإنتاج وهذا يمكن أن يتم من خلال الآتي:
1 - استبدال بعض المواد:
إن بعض المدخلات غالية الثمن والغير ضرورية للعملية الإنتاجية يمكن
أن يتم استبدالها فى بعض الأحيان بمدخلات أقل منها في السعر وتفي بنفس الغرض.
2 - كفاءة وفعالية العمليات:
يمكن استخدام فعالية
العمليات وذلك من خلال إعادة تصميم العمليات الخاصة بإنتاج المنتج وذلك بخفض
الإنفاق الغير ضروري أو المبالغ فيه أثناء العملية الإنتاجية وكذلك خفض علميات
الإنتاج الغير ضرورية وبالتالي يمكن خفض التكاليف الكلية وتحقيق زيادة في فعالية
العملية الإنتاجية ومن ثم تحقيق الربح المستهدف.
3-تطوير المنتج والسيطرة على السوق:
تحاول الهندسة القيمية أن
توائم بين متطلبات العملاء من المنتجات من جانب وبين التكاليف اللازمة لتطوير هذه
المنتجات من جانب آخر حتى تحوذ على رضاء العملاء وفى نفس الوقت تحقق الربح المطلوب
للمنشأة.
4-كفاءة وفعالية الطاقة المستخدمة في الإنتاج:
الهندسة القيمية يكون لها
دور كبير في خفض الطاقة المستخدمة من خلال زيادة كفاءة وفعالية استخدامها وذلك من
خلال المساعدة على ابتكار بعض الطرق التي تساعد على خفض استهلاك الطاقة.
لذا فعندما تتحدث الهندسة القيمية عن خفض التكاليف تكون عادة تشير أيضا إلى فترة
حياة التكاليف الإجمالية أو التكاليف المباشرة الخاصة بالإنتاج.
إيجابيات نتائج دراسات الهندسة القيمية :
1-عرض الأفكار وبدائل التنفيذ وتحليلها بأسلوب علمي من فريق متخصص.
2-تحديد الأسلوب الأنسب للتنفيذ والتشغيل والصيانة بأقل التكاليف
الممكنة.
3-المساعدة على خفض تكاليف التنفيذ والتشغيل والصيانة بشكلٍ إيجابي.
4-المحافظة على الأهداف والغرض الذيأنشأ من أجله المشروع وجودته
وعمره.
5-تلافي اللجوء إلى تجزئة المشروع أو إلغاء بعض أجزائه بما يؤثر
سلباً على الغرض الذيأنشأ من أجله أو جودته أو تخفيض عمره نتيجة الإخلال بأعمال
الصيانة.
6-ضمان تحقيق الاستثمار الأمثل لموارد الدولة.
7-ترشيد الإنفاق على المشروعات الحكومية.
التحديات التي تواجه الهندسة القيمية :
1-عدم القناعة بمنهجالهندسة القيمية من جانب القيادة العليا.
2-عدم الرغبة في التغيير.
3-عدم وجود تنظيم أو حتى تشجيع يضمن تطبيقها على المشروعات مقارنة بالفوائد
المرجوة منها.
4-التردد في المبادرة في اتخاذ قرار التطبيق لدى الجهات التي تحمل
قناعة بهذا المنهج.
5-الخوف من الاقتراحات والتعديلات التي تترتب عادة على دراسات الهندسة
القيمية وكيفية التعامل معها.
6-عدم القناعة التامة بجدوى الهندسة القيمية والنتائج التيتنتهي إليها.
7-عدم الاهتمام بتحقيق وفورات مالية على المشروعات في حالة تطبيق هذا
النظام.
8-الوقت الذي قد تستغرقه دراسة القيمية وتطبيق نتائجها والتأخير الذي قد يحدثه ذلك على
مسار المشروع واعتماداته المالية.
9-عدم توفير الإمكانيات اللازمة لإنشاء برنامج الهندسة القيمية ، وما
يترتب على ذلك من تكاليف مالية لاستقطاب المختصين والكفاءات اللازمة.
10-قلة المؤهلين في تطبيقات الهندسة القيمية ، والتيهي إحدى متطلبات
التطبيق الصحيح لأسلوب الهندسة القيمية .
11-اعتقاد البعض أن في دراساتالهندسة القيمية
نقداً لأعمالهم، وأنها قد تهدد مواقعهم.
مقترحات للتغلب على التحديات التى تواجه الهندسة القيمية :
1-العمل على تنمية الشعور بالأمانة والمسؤولية نحو تنفيذ المشروعات
بأقل التكاليف لترشيد الإنفاق وحسن الاستغلال للاعتمادات المالية لتنفيذ أكبر قدر
ممكن من المشروعات والخدمات.
2-المبادرة وعدم التردد في إنشاء برنامج الهندسة القيمية والعمل على تطبيقها عند الحاجة وتحديد فريق عمل
مؤهل يتم تشكيله وتفرغه لفترة الدراسة فقط، بحيث لا يكون إدارة ثابتة يترتب عليها
تكاليف مستمرة.
3-إمكانية ممارسة الهندسة القيمية ضمن العملية الهندسية على المشروعات واعتبارها
مرحلة من مراحل التصميم يقوم بها فريق التصميم نفسه أو فريق المراجعة الفنية
للتصميم.
4-الإدراك بأن دور دراسة الهندسة القيمية هو استشارى فقط يقوم على تقديم المقترحات
والبدائل لتنفيذ المشروعات بأقل التكاليف، وهي خيارات وآراء فنية غير ملزمة يمكن
الاستفادة منها أو صرف النظر عنها.
5-تشجيع المختصين في المجالات المختلفة للإلمام بتطبيقات الهندسة
القيمية والتأهيل المهني فيها لإيجاد
الكوادر القادرة إلى إجراء تلك الدراسات والتطبيق السليم لها.
6-إيجاد التنظيم اللازم لفرض تطبيق الهندسة القيمية على حد معين من المشروعات لضمان تنفيذها
بالتكلفة المناسبة ولعدم إخضاع مثل هذا الأمر للقناعات الشخصية والمبادرات الفردية.
توطينالهندسة القيمية:
إن هناكعددا من الرؤى التي تدور ببال المختصين مثل الحديث عن الهندسة
القيمية وهي مدىتقبلها النتيجة التي تعود
بعد تطبيقها وهل تطبيق مثل هذا العلم ضروري أم لا فكلشيء لابد من دراسة المناخ
المحيط به وبيئته و أرضيته قبل تأسيسه .
كما ولابدمن نشر ثقافة (الهندسة القيمية ), فالكثيـر يعتبر أن
الهندسةالقيمية هي ( للتقشف ) أو لإلغاء أجزاء من أحد المشاريع على حساب حجمه . ولكن الحقيقة أنها
زيادة في حـجم المشاريع ككل لأنها تزيد من كميات المشروع أوأي مشروع آخر يتم اعتماده
من حساب التوفير مشابه للمشروع الذي تم التوفير منه .
وعلى ما يبدو فانالكثيرين قد تعودوا على الإسراف في حجم المشروع دون
فائدة تذكر مقابل سوء فياستخدام المشروع وعدم التنظيم لهذا الاستخدام , بل أنه على
المستوى الشخصي لكل شخصفهناك هدر لا طائل من ورائه في بناء المنازل فعندما يستند
تصميم المبنىإلى مهندس غير دقيق أو إلى غير متخصص فسيزيد من كمية الحديد التي
لاتزيد منتحمل المبنى بل يظل تحمله كما هو ويزيد في كمية الأسمنت مادام أن ذلك على
ظهرالمالك الذي يدفع قيمة المواد ويطالب المقاول بالأداء والبناء فقط.
وعلىهذا فلابد من وجود ( مكاتب متخصصة ) في الهندسة القيمية مهمتها
مراجعةمثل هذا المخططات التي أثق أنها ستجد منها كثير من المبالغة وزيادةالكميات
من الحديد و الاسمنت و الأخشاب و الأبواب و الأسلاك واللمباتوتكون هذه المكاتب
مشهورة ومعتمدة بحيث تكون أجرتـها على شكل نسبة من التوفيرفي كل مخطط لمبنى أو
مشروع حكومـي أو خــاص .وأعتقد أن مثل هذه التوفير سيكوندائماً للاقتصاد الوطني
بحيث يذهب هذا التوفير إلى مزيدمن المشاريع والنموالسكاني.
ولكن قلة عدد المختصين في هذا المجال قد يحول دون النمو الصحيح
لمثلهذه المكاتب كما و يجب أن تكون مستقلة عن المكاتب الهندسية التي تقوم بعمليةالإشراف
على البناء كاملاً
.
يجب إدخال الهندسة القيمية في العقودالحكومية بحيث يكون هذا المفهوم احد الإجراءات الرسمية للمشاريع الحكومية معوضع الحوافز للجهات الرسمــيـة في إجــراء دراسات هندسـة القيمية علىمشاريعها.
يجب إدخال الهندسة القيمية في العقودالحكومية بحيث يكون هذا المفهوم احد الإجراءات الرسمية للمشاريع الحكومية معوضع الحوافز للجهات الرسمــيـة في إجــراء دراسات هندسـة القيمية علىمشاريعها.
حتى الآن فإن مفهوم الهندسة القيمية غامض لدى الكثير منالمهندسين ,
حيث لا تتم دراسته في الجامعات و عرفوه من الندوات والمقالات و بعض الصحف , إن
وجود حوافز للمهندسين للإقبال على هذا العلم أمر ضروريكعقد دورات تدريبية معتمدة و
اعتماد هذه الدورات لأغراض الترقية الـوظيفية.
هذه مجموعة من النقاط الهامة التي تدفع بنا
لاعتماد أسلوب الهندسة القيميةو هي حلول نافعة للتخلـص من غموض هذا العلم و نشره و
الاستفادة منه بشكل كبير وبأقرب وقت ممكن.
مثال:تطبيق دراسة الهندسة القيميةعلى مشروع طريق الميادين - البوكمال من قبل المؤسسة العامة للمواصلات
الطرقية كأول مشروع هندسة قيمية يطبق في سوريا:
لقد قام فريق الهندسة القيمية بمراجعة
المستندات والتصميمات الهندسية المتاحة للمشروع ... والتي تتضمن أُسُـس التصميم مع
التركيـز على طـرق تخفيـض تكلفـة الإنشـاء دون أي تأثيـرٍ سـلبي على الجدول الزمني
للتنفيذ أو الأنظمة الهندسية، وذلك مع رفـع كفاءة المشروع ككل والوصول إلى أقصى
استفادة من كل ليرة سورية تُنْفَق على المشروع، ولقد ركز فريق العمل على العناصـر
ذات التكلفة العالـية بالمشروع وفقاً لقانون (( Porato )) الذي يُبيِّـن أن
(( 80% )) من تكلفة أي مشروع توجد فعلياً في ((
20% )) فقط من عناصره.
وقد قام فريق الهندسة القيمية بتعريف الأهداف
الرئيسية الآتية أثناء ورشة العمل:
1.
تقليل التكاليف الأولية للإنشاء.
2.
تقليل تكاليف التشغيل والصيانة.
3.
تبسيط وتسهيل طرق الإنشاء.
4.
تحقيق مواصفات (( AASHTO )) القياسية ومتطلباتها.
5.
تحسين مراحل تنفيذ المشروع.
6.
تحسين سماكة طبقات الرصف.
7.
مراعاة جدول التنفيذ.
8.
تحقيق احتياجات المالك.
9.
تطوير النظام الإنشائي للجسور والمُنْشآت على الطريق.
10. تحقيق الجودة الشاملة للمشروع.
11. التأكُّـد من أن التصميم يتناسب مع الموقع
وقيوده.
12. مراعاة الخصوصية المتمشية مع التقاليد والنواحي
الاجتماعية.
13. استغلال المواد والموارد المحلية.
14. تقليل المخاطر للحصول على عروض منافسة.
لقـد تم حسـاب مجمـوع الوَفْـر المُحْتَمَـل في
تكاليــف دورة حيــاة المشروع الناتجـة عن بعض الاقتـراحات المقدمة ... وقد تم
حسابها لتغطية المواد والتغيـرات المحتملة وتطويرها كلما أمكن في هذه الدراسة، وقد
كان إجمالي الوَفْـر المُتوقَّـع بعد خصـم قيمـة التكاليـف الإضافية وإضافة معامل
الزيادة (( 30% )) لتعديل الأسعار التي وردت في جداول التكلفـة المتاحـة لنا عـن
المشـروع والـذي يمكـن تلخيـص أهـم المُقْترَحـات والتوصيـات الناتجـة عـن هـذه
الدراسـة طبقـاً للتخصُّصـات المختلفة كما هو مُوضَّـح في الجدول التالي:
التخصُّـص
|
عدد الأفكار
|
عدد المُقْتَرَحات المعتمدة
|
الوَفْــر فـي كلفـة رأس المال (( ل.س ))
|
الوَفْر في كلفة دورة حياة المشروع(( ل.س ))
|
إجماليالوَفْــــرفي التكلفـة( ل.س ))
|
معماري
|
6
|
1
|
3.819.43
|
471.707
|
4.291.190
|
إنشائي
|
16
|
4
|
70.431.144
|
0
|
70.431.144
|
مدني
|
18
|
8
|
195,863,688
|
0
|
195.863.688
|
الإجمالـي
|
40
|
13
|
270.114.315
|
471.707
|
270.586.022
|
وبشكلٍ مُوْجَـز فـإن نتيجة جهد فريق عمل
الهندسة القيمية قد أسفر عن /40/ فكرة وقد تم تطوير /16/ منها إلى مُقْتَرَحات
للتطبيق بالإضافة إلى الاقتراحات التصميمية التي تساعد على تحسين المعايير
التصميمية لطبقات الرصف ومقطع الطريق وفقاً لنظام الكود الأمريكي (( AASHTO )) المطلوب إتباعه في
هذا المشـروع إن هذه الأفكـار والاقتراحـات التصميمية عندما يتم تطبيقها سوف تؤدي
إلى تحقيق أهداف المشروع التي أشرنا إليها سابقاً وكذلك من المُفضَّـل أن يتم مراجعة الأفكار
والاقتراحات التصميمية المدونة في قائمة الإبـداع والابتكار من أجل تحسين القيمة
والجـودة وتحسين الفرص للاستفادة منها مستقبلاً عند الحاجـة.
أي أنه تم توفير مبلغ إجمالي /270,586,022/ ل.س
من أصل مبلغ /2,063,318,210/ل.س كامل قيمة الكشف التقديري للمشروع أي ما نسبته :%
13.15
وفيـما يلـي عرضـاً لبعـض الأفكار التي كان
لهـا تأثيراً كـبيراً على الوفـورات المُقْتَرحة، ولتحسـين الجـودة وهي مدونةً
وفقاً للتخصُّص الهندسي كما يلي:
المُقْتَرَحــات المدنيــة .. ..
ü
استخدم طريقة معامل المرونة بدلاً من طريقة الـ(( CBR )) في تصميم قطاع
الرَصْـف.
ü
إعادة النظر في قطاع الرَصْـف.
ü
استخدام المواد المحلية المتاحة في تنفيذ المشروع.
ü
إعادة النظر في قطاع الطريق لتقليل كميات الردم.
ü
استخدام قطاع الرَصْـف ... كالتالي:
-
(( 35سم )) طبقة تحت
الأساس.
-
(( 20سم )) طبقة الأساس.
-
طبقة لاصقة من الإسفلت فوقها (( 7سم )) إسفلت رابطة.
-
(( 5سم )) طبقة من
الإسفلت الناعم مقاومةً للاحتكاك باستخدام معامل (( سيبيآر )) يساوي /9/ لمسافة
الخمسة كيلومترات الأولى فقط.
ü
استخدام (( 3.6م )) كعرض حارة الطريق وفقاً لمواصفات آشتو
العالمية.
ü
استخدام (( 2.4م )) كعرض كتف الطريق وعلى امتداد جانبيه.
ü
إعادة النظر في أنصاف أقطار المُنْحنيات الرأسية للطريق
وفقاً لمواصفات آشتو العالمية.
ü
إعادة النظر في أنصاف أقطار المُنْحنيات الأفقية للطريق
وفقاً لمواصفات آشتو العالمية.
ü
استخـدام ميـول (( 1:3 )) لارتفــاع الطـرق الأقــل مـن ((
3م )) وميـل (( 1 )): (( 1.5 )) لارتفــاع الطرق الأكبر من (( 3م )).
المُقْتَرَحــات الإنشائيــة .. ..
ü
توحيد استعمال أقل كمرات قطاع /1/ بدلاً من قطاعات (( T&I )) للجسور ذات البحر ((
15م )) وتعديل أماكن التحميل بالتبعية.
ü
توحيد استعمال أقل كمرات قطاع /1/ بدلاً من قطاعات (( T&I )) للجسور ذات البحر ((
15م )) وتعديل أماكن التحميل بالتبعية.
ü
تقليل عرض المشّايات على جانبي الجسور إلى (( 1.2م )) بدلاً
من (( 2.5م )).
ü
استخدم عدد /2/ أعمدة حوائط بدلاً من الحائط المستمر في الجسور
البالغ بحورها (( 15م )).
ü
استخدام عرض الطريق (( 3.6م )) وفقاً لمُتطلَّبات الآشتو.
ü
استخدم (( 1م )) مواسير خرسانية بدلاً من (( 1م )) فتحة
عبّارات صندوقية.
ü
المُقْتَرَحــات المعماريــة .. ..
ü
تغيير الواجهة المعمارية للجسر.
ü
تحسين التشجير على الطريق عن طريق وزارة الزراعة.
ü
استخدام حاجز أمني معدني على جانب الطريق المرتفع (( 3م ))
بدلاً من استخدام حواجز النيوجيرسيالخرسانية.
ü
عمل لوحاتٍ إرشاديةٍ وعاكسات على الطريق.
ü
عمل تشجير عند التقاطُعات المرورية.
ü
استخدم حواجز النيوجيرسي لحماية السيارات من السقوط من على
جانبي الطريق بدلاً من درابزون الحديد.
خاتمة :
مما سبق نجد أن هذاالعلم يعتمد الجمع ما بين الكلفة الدنيا مع الجودة العليا معاً أو الكلفةالدنيا للمشاريع لوحدها , وهذا الأسلوب في الاختيار ليس بالأمر السهل فهو يعودعلى خبرة المهندس الدارس و على متطلبات المستثمر و المستخدم مع النظر لما يمكنحدوثه في المستقبل (تكاليف الصيانة) وهل هناك كلفة تراكمية أم كلفة قليلة عنداستخدام هذا النوع من المواد بدلاً من ذاك .
مما سبق نجد أن هذاالعلم يعتمد الجمع ما بين الكلفة الدنيا مع الجودة العليا معاً أو الكلفةالدنيا للمشاريع لوحدها , وهذا الأسلوب في الاختيار ليس بالأمر السهل فهو يعودعلى خبرة المهندس الدارس و على متطلبات المستثمر و المستخدم مع النظر لما يمكنحدوثه في المستقبل (تكاليف الصيانة) وهل هناك كلفة تراكمية أم كلفة قليلة عنداستخدام هذا النوع من المواد بدلاً من ذاك .
إذاً ما دام العائد منتطبيق أسلوب الهندسة القيمية هو خفض التكاليف و
زيادة الجودة فهو أسلوب مطلوبلايمكن لأي شخص أن يرفض التعامل معه بل سوف يرحبون
بهذا الإجراء .
مهندسالقيمية غالباً لا يصمم و لكن تصله المشاريع بعد التصميم فيبدأ فيها بالتـــعديلفمهندس القيمية تصميمه تصحيحي أكثر من كونهتأسيسي.
مهندسالقيمية غالباً لا يصمم و لكن تصله المشاريع بعد التصميم فيبدأ فيها بالتـــعديلفمهندس القيمية تصميمه تصحيحي أكثر من كونهتأسيسي.
إن التعرف على وظائف المشروع أو المنتج من سلع و خدمات , واستشراف
التطلعات المتوخاه من ذلك المشروع من وجهة نظر المستفيدو الجهة المنتجة , وتحقيقها
بطرق ابتكارية تؤدي إلى خفض التكلفة و عدم المساسبالجودة و الوظائف و التطلعات
المعقودة على المشروع أنما تمثل جوهر الهندسةالقيمية , لذلك و من أجل دعم الاقتصاد
الوطني فإن التوسع في استخدام أسلوب وتقنية الهندسة القيمية يصبح أمراً مرغوباً في
أجهزة الدولة و حتى لدى القطاع الخاص .
المراجع
- محاضرة بعنوان استخدام الهندسة القيميةفي إدارة المشاريع الإنشائية للمهندس الاستشاري( محمد نبيل عباس ) ألقيت في مكتبةالأسد بدعوة فرعي دمشق و ريف دمشق لنقابة المهندسين .
- موقع على الشبكة عنوانه (http://www.alhandasa.net) يهتم بكل مايتعلق بالهندسة .
- من مقالة منشورة في جريدة الرياض على الرابط (م . عبد العزيز بن محمد السحيباني) : (http://www.alriyadh.com.sa/economy/build.html)
- جريدةالجزيرة السعودية حوار خاص مع ( المهندس اليوسفي) .
- من موقع عبدالعزيز سليماناليوسفي رئيس فرع الخليج العربي للجمعية الدولية للهندسة القيمية
(http://www.alyousefi.com/article/localve.doc)
- محاضرة بعنوان استخدام الهندسة القيميةفي إدارة المشاريع الإنشائية للمهندس الاستشاري( محمد نبيل عباس ) ألقيت في مكتبةالأسد بدعوة فرعي دمشق و ريف دمشق لنقابة المهندسين .
- موقع على الشبكة عنوانه (http://www.alhandasa.net) يهتم بكل مايتعلق بالهندسة .
- من مقالة منشورة في جريدة الرياض على الرابط (م . عبد العزيز بن محمد السحيباني) : (http://www.alriyadh.com.sa/economy/build.html)
- جريدةالجزيرة السعودية حوار خاص مع ( المهندس اليوسفي) .
- من موقع عبدالعزيز سليماناليوسفي رئيس فرع الخليج العربي للجمعية الدولية للهندسة القيمية
(http://www.alyousefi.com/article/localve.doc)
-
"بحث مقدم عن هندسة القيمة"ENGINEERINGVALUEإعداد الدارس/ خالد
السعيد قمر
-
محاضرة للدكتور خالد عبيد استشاري معتمد في الهندسة
القيمية
-
كتيب
الهندسة القيميةاعداد الدكتور المهندس أمل أبو عياش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق