هناك بعض العوامل التي تؤثر على
مستوى خدمة الطريق وتحد من إمكانية استثمار الطرق بشكل كامل. معظم الجهات المشغلة
للطرق السريعة تقوم بأخذ العوامل التصميمية وفق الكودات العالمية المعمول بها
بصرامة وتراقب بجدية حسن التنفيذ والالتزام بالمواصفات ،وأثناء فترة الاستثمار
تقوم بما يلزم من الصيانات الطارئة والدورية إلا انها تترك الطرق دون مراقبة و تكتفي
بإعلان القوانين الثابتة عبر الإشارات
المرورية التحذيرية والارشادية وغيرها .
كل ما ذكر أعلاه ضروري ومطلوب جداً
إلا أن كل ذلك يفقد فاعليته تماما في حال الطوارئ من حوادث أو ظروف مناخية أو أية كوارث أخرى أو حتى في
ساعات الذروة حيث يفرض الازدحام والفوضى المرورية نفسيهما , من هنا تأتي ضرورة
مراقبة الطرق السريعة Expressway (حيث السرعة الأدنى 90 كم/ سا والسرعة التصميمية
120 كم/ سا أو أكثر) بهدف التحكم
بمستوى الخدمة ايجابيا مما سينعكس
بالضرورة وفر على الاقتصاد القومي .
بداية لابد من الوقوف عند بعض
التعاريف المهمة
مستوى الخدمة Level of Service
هو
القياس النوعي لتأثير عدد من العوامل مثل سرعة التشغيل ومدة السفر وأعطال حركة المرور و حرية المناورة والعبور سلامة القيادة والراحة ومدى ملاءمة الطريق وتكاليف التشغيل بالنسبة للخدمة التي يوفرها الطريق لمستخدميه ويرتبط مستوى الخدمة ارتباطا وثيقا
بسعة الطريق
سعة الطريق Highway Capacity
أقصى عدد للمركبات التي يتوقع مرورها فوق جزء معين من
حارة أو طريق خلال فترة زمنية معينة في ظل ظروف المرور السائدة .
سنتحدث هنا عن الطرق السريعة Expressway حيث السرعة
الادنى 90 كم/ سا والسرعة التصميمية 120
كم / سا او اكثر.
السرعة التصميمية
هي
أعلى سرعة مستمرة يمكن أن تسير بها السيارة بأمان على طريق رئيسي عندما تكون أحوال الطقس مثالية وكثافة المرور منخفضة وتعتبر مقياساً لنوعية الخدمة التي يوفرها الطريق. والسرعة التصميمية عبارة عن عنصر منطقي بالنسبة لطبوغرافية المنطقة.
سرعة الجريان Running Speed
تعتبر السرعة الجارية للمركبة في
قطاع معين من الطريق عبارة عن المسافة المقطوعة مقسومة على زمن الرحلة )فقط زمن سير المركبة (
السرعة اللحظية المتوسطة Average
Spot Speed
هي
عبارة عن المتوسط الحسابي للسرعات لجميع المركبات عند لحظة محددة لجميع المركبات عند نقطه محددة بقطاع صغير من الطريق.
بعد كل ما ذكر أعلاه هل من الممكن حقيقة
التحكم بالطريق ومستوى خدمته؟
في الحقيقة يوجد تجارب عالمية
كثيرة في البلدان المتقدمة تمكنت من التحكم بالطريق من خلال وحدات مراقبة مخصصة
لهذا الغرض تراقب الطريق بواسطة كاميرات
مراقبة مثبتة عليه وإشارات مرورية تفاعلية يتم التحكم بها من مركز المراقبة ذاته
فيمكن تغيير السرعة المسموح بها أو غلق أجزاء من الطريق او المخارج او حتى المداخل
كذلك يمكن تحويل المرور برمته من خلال هذه اللوحات المرورية الالكترونية، ويمكن
خفض السرعات المسموح بها او رفعها او فتح هذه السرعات وعدم تحديدها ,مما يعني
التحكم بمستوى خدمة الطريق ورفعها او خفضها حسب اللزوم والحاجة.
تخيل أن لديك حادث ما او طارئ ادى لإغلاق
الطريق في نقطة ما وانت بحاجة الى نصف ساعة لإعادة فتح الطريق ,بحساب بسيط للغزارة
المرورية والسرعة المسموح بها ستجد انه خلال خمس دقائق ستتراكم العربات وسيتوقف
المرور نهائيا وستحتاج الى اكثر من ساعة بعد فتح الطريق للتخلص من الازدحام بينما
يمكنك ببساطة ان تخفض السرعة المسموحة على مسافة معينة قبل نقطة الاغلاق يتم
احتسابها بحيث تؤخر وصول المركبات المدة اللازمة للتعامل مع الوضع وتقليل عدد
المركبات المتوقفة الى الحد الادنى ومن ثم يتم اعادة السرعة بعد إعادة السيطرة. وكذلك
في أوقات الذروة يمكن تفادي توقف المرور بالتحكم بالسرعة المسموح بها وتعديلها حسب
الحاجة كلما دعت الضرورة.
إذامن خلال مراقبة الطريق يتم تحديد
مستوى الخدمة الآني له من خلال الغزارة المرورية الآنية وبناء عليه يتم تحديد
السرعة القصوى المسموح بها وذلك عبر الاشارات الالكترونية.
وبذلك يحتاج الامر الى معرفة مستوى
الخدمة الاني والغزارة المرورية الانية والسرعة الانية المسموح بها بواسطة بعض
التجهيزات والبرامج البسيطة لمراقبة الطريق وإيجاد الحلول المناسبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق